السبت، 25 أكتوبر 2008

دلالات العقل الكوني







العقل الكوني مندمج في بنية الوجود التفاعلية والتبادلية وهو نظام للحركة المعرفية والبنية المولدة للوعي المرتبط بماهيتها والقادر على تشكيلها بدلالات وعيها لقوانينها والتطبيقات الجارية وفق هذه القوانين المرتبطة بمختلف المجالات وتطويرها بما يطابق نظام العقل المرتبط بالحياة.
العقل الكوني يقاوم محاولة وعيه واكتشاف حقيقته الذاتية الصرف لأن وعي البحث عنه هو وعيه، فالوعي ضمن هذا المجال متحرر من التبعية والانفعالات، فالعقل الباحث عن الروابط الكونية للعقل يخرج عن دائرته الضيقة في نظام العقيدة المرتبطة بالمادة الجسدية والانفتاح على جميع المعالم والعوالم المعبرة عن العقل في صيغته الكونية ، إنه الإغراق في التلازم بين الوجود وعقله المعبر عنه.
فالعقل الكوني يعبر في وجوده الظاهري عن هويته الكونية المتوافق مع كل موجداته الحية وغير الحية العاقلة والصامتة ، والذات الكونية هي الوحدة المركزة في الوجود في كل مجال وكل صورة وكل مادة إنها نظام التفاعلات بين العقل والمادة، لأن العقل الكوني قطب نهائي للمادة في نظام الكون يلامسها في جوانبها وفي صميمها الداخلي.
العقل الكوني سلام روحاني داخلي مؤثر عندما يتعمق فهمنا له في نظام الوجود يعزز روح التآلف بين العقل والحياة ، ويرتبط بنظام المحبة في العلاقات المتبادلة على كافة المستويات . من هنا نعتبره إرساله طوباوية غير قابلة للتصديق، لأن الحقائق المرتبطة بوجوده هي معجزة بالنسبة إلى العقل البشري فطاقة استغراق العقل البشري محدودة على المستوى الزمني والعامل ألاستغراقي في العقل الكوني يحتوي الزمن بكاملة وهذا ما يجعل نظامه أشمل ووعيه للوجود أدق وأكمل والفضاء الداخلي لنا نسخة صغيرة مخبأة معبرة عن العقل الكوني والدين يقلص المساحة المنفتحة للعقل بالإيمان العام والشرك المادي أما الفلسفة الأزلية تواكب التطلعات نحو عقل كوني في نظامها المنفتح على العقل وكما جاء في العهد القديم (( ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى )) العهد القديم يوئيل الإصحاح الثاني آية 28)).
فالعقل في نظام الجسد يطابق العقل الكوني في النظام الأرضي ويعمل ضمن مستويات ثلاث فيزيائية نفسية وعقلية. فالجسد وسيلة للتعبير عن العقل الشخصي والكون وسيلة للتعبير عن العقل الكوني فالكون يسعى لتحقيق عقله والعقل يسعى لتحقيق لتأمين جسده والتأثير في بنيته لتأمين استقراره النسبي ويتصل العقل بالجسد من خلال هالة يمكن توجيهها لتأخذ من العقل حاجتها ، ويدعي بعض الموهوبين بان لديهم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة .

والهالة المحيطة بالجسم تم تصويرها وإثباتها علمياً (( الطريقة الكريلية للتصوير الكهربائي أثبتت وجود الهالة المحيطة بالنسيج العضوي ))
وعندما تتمزق ورقة النبات وهي حية يمكن الحصول على صورة تحتوي على الجزء المفقود.
فإذا كان العقل الكوني موجودا في كل إنسان لا يعني أن كل إنسان هو العقل الكوني بل لكل إنسان عقله الكوني الخاص به بينا العقل الكوني هو لكل الوجود الكوني نظراً لاستيعابه الوجود في عقله أي أن الكون مرتبط بعقله وغير ذلك يبقى العقل الكوني مجرد وهم .
فالعارف لا يمكن أن يجعل نفسه مادة معرفية وبالتالي فإن ذات العارف ليست هي المعرفة وصول خارجي تأصلت لتعبر عن خصوصية الذات المعرفية للإنسانية .
وبسبب الأهمية القائمة للمسؤولية الاجتماعية والبيئية لا يمكن التواصل معهما حتى نربط وعينا بالعقل الكوني وأهمية ارتباطه بالوجود الكوني والحياة البيئية والاجتماعية من حولنا.
والتكهن العقلي ينفي الحتمية الآلية الميكانيكية وظهورها العشوائي غير المرتبط بنظام . التكهن يعني وجود وقائع في طريق الحدوث ، مما يؤكد بان هناك مرشد لهذه الوقائع وهي مصممة قبل حدوثها ، والتكهن يعني عبور الرؤيا نحو التتابع في مجرى الحوادث القادمة . والديالكتيك المادي يربط الأحداث بقوانينها الموضوعية ليؤكد وجودها وقابلية قيامها في المستقبل ، غير أن هذه القوانين لا تنطبق على المستوى الشخصي والمعرفة ضمن نظام العقل.
وعندما نتواجد مع العقل الكوني نجعل واقع كتابة الحياة امراً ممكناً يمكن أن نضيف وعياً جديداً لمجرى العقل الإنساني
والعقل الكوني هو نظام للتوازن بين قدرته المطلقة والمشاركة النسبية للآخرين لأنه يعمل على تنشيط القوى المتصلة بالعقل الإنساني هذه القوى تقودنا إلى تفاعلات متعادلة فكرياً بين عقول منفصلة من حيث المكان فالظواهر الإبداعية للعقل ترتسم على شكل وعي انبثاقي عن عقل معين وغالباً ما تشترك عدة عقول في تلقي نفس الوعي ضمن زمن وجودها ، وهذا ما يؤكده العلماء فلولا اكتشاف نيوتن للجاذبية لاكتشفها غيره وكل عمل إبداعي يرتبط بظهورات مختلفة تقودنا بالضرورة إلى حالة التقدم نفسها.
حسين عجميّة

نحتاج لواقع أكثر انفتاح وعقلانية




لم يستطع الإنسان الخروج من مسار الشكل التاريخي للأنظمة الاجتماعية إلا عندما تجاوز فكرها التاريخي مما يؤكد بأن الوعي القائم ضمن الأنماط التاريخية لا يمكن أن ينتج غير بنيه اجتماعية مماثلة لبنيته وما دامت عمليات النسف الجارية للوعي النمطي الجامد تلاقي معارضه فكريه وبشريه غارقة في ظل أوهامها فإن الوعي الاجتماعي سيظل مراوحاً مكانه ومنتقلاً نحو الوعي الحضاري ببطء شديد ولأن الفكر المتحرر من ألأوهام وقيود التاريخ الشكلية غير مؤهل بعد لأن يحل مكان وعي متأصل في جميع مفاصل المجتمع العربي الأساسية وإن التعمق في إدراك الأولويات الضرورية لنقل الواقع نحو ألانفتاح والعقلانية ومعايشة نمو وتطور الحياة الإنسانية والتوافق مع المجتمعات المتقدمة صناعياً واجتماعياً غير قادرة على تعميق تواجدها في البنية الاجتماعية والثقافية وغير معززه بالدعم الكافي لترفع من طاقة تواجد الأفكار في الواقع، ويلاقي أى فكر يخرج عن مسار النمطية المتبعة هجوم ضاغط ومضايقات متنوعة معززه بطاقة القمع المتوفرة ولن يكون إدخال المفاهيم والممارسات الديمقراطية وإتاحة مناخ ألحرية والأفكار العقلانية المرافقة لتطور علمي وتقني ونهضة صناعية وعقليه قادرة على الاستيعاب لكل ما هو جديد من أفكار ومواقف تحرريه في نظام المجتمعات العربية ألراهنه، فالمواقع القيادية والبناء السياسي الفوقي هو غاية أساسيه لرفع المستوى العام لتطور المجتمع ورفع مستواه على كافة الاصعده الملا ذمه لوجوده الحضاري لذالك نرى بأن السلطات السياسية والأنظمة المختلفة بطريقة تكوينها وعقليتها والأسس الفكرية ألقائمه على تدعيمها توجه نشاط مكثف وحثيث لإبقاء الأفكار في حالة جمود نسبي لمنع دخولها ا لواقع ألانفتاحي ومنع طاقة التواصل وقدرة تنفيذ المواقف المتحررة من القيود التاريخية وإعاقة نظامها الفاعل في المجتمع ولا تسمح بفتح المجال أمام العقول المتنورة والخارجة على نظام المألوف أن تعزز تواجدها ولا يسمح لها استغلال وسائل الاتصال وقنوات البث المختلفة لكي تعبر عن مكوناتها الأساسية وطرح برامجها وممارسة دورها في الحياة السياسية والاجتماعية وبالتالي فإن الفكر يظل آمناً بالنسبة للقوى المسيطرة على مقاليد الحكم ما دام لم يخرج بعد عن وعيه التاريخي. فالوعي خارج نظام المألوف يعد خرقاً للمألوف وبالتالي فانه يسعى لتدمير بنية الواقع القائم على أساس تاريخي، لأنه يخرج عن المقولات الدارجة في برامج الانظمه لأنها لا تريد أن يعبر الفكر عن شيء غير تعزيز تواجدها المكرس للبقاء على قمة الهرم السياسي والحفاظ على مكانتها التواصلية من الانهيار وبالتالي كيفما اتجهت الأفكار وكيفما عمقت بنيتها ومهما اعتمدت منهج وأساليب للتعبير عن ضرورة التغيير فإنها ستتهم بأنها معاديه وكأن التاريخ مبرمج لكي يكرر نفسه بانتظام بأساليب مختلفه.

الإبداع نظام الوجود




الإبداع هو التعميق الأسمى للحياة وإعطاء الابتكار واقعاً وجدانيا حريصاً على تكميل جميع معطيات الفكر والإنتاج الإنساني لتحقيق أبعاد إنمائية ، مهمتها رفد الواقع بمزيد من العطاء والتطور على كافة المستويات، وبالتالي إحداث نقلات نوعية نموذجية في تاريخ التطور الإنساني.
تظهر أهمية الإبداع في تقريب الحياة والمفاهيم المتنوعة للإنسانية، بشكل يؤدي إلى اندماجها وصياغة واقعها المتكامل، وبناء أسس نهضوية قائمة على الامتلاك الأمثل والمتكافئ للإنتاج الإنساني، وصيرورة هذا الامتلاك فيما يحقق النمو المطرد للحياة الاجتماعية والاقتصادية ويعمل لتعميق آفاق المعرفة بكافة مجالاتها، واختيار المفاهيم الأكثر حرصاً وفائدة لتأسيس الإنسان وتحقيق وجوده الإنساني، بعيداً عن أية مؤثرات قد تؤدي إلى التبعية أو الفوقية،وتعرقل عملية الانسجام وتدفع إلى التناحر لأسباب هي في غاية المرضية والانحراف. وليس الإبداع التخصصي هو ما يعطي النمو المتكافئ والقفزات الرامية إلى تحقيق التطور في كافة ميادين الحياة . الإبداع التخصصي هم إبداع في جانب ما مع بقاء جميع الجوانب المتبقية على حالتها مما يؤدي إلى تباين في واقع النمو والتطور، ويؤدي كذلك إلى استغلال هذا الإبداع، فيما يحقق الطموح الشخصي المليء بالنفعية وحبُ التفوق والاستغلال ، ويجعل التباينات كبيرة في المواقف الإنسانية الناجمة عن ذلك، والمؤدية إلى تشويه وعرقلة المسيرة الإنسانية والحد من طاقاتها، فالمتمكن من الحياة وصاحب القدرة سواء أكان مؤسسة أو شركة إلى ما هنالك يستغل الإبداع التخصصي لإظهار تفوقه، وتحقيق مكاسب قد تكون أداة عرقلة أو كابوساً يلاحق الآخرين بالرعب أو يقوم بتطوير فئة أو دولة ... إلخ، ويبقى الآخرين تابعين لهذا التطور وخاضعين له ، فيظل التناقض واقعاً سائداً ومعرقلاً لمسيرة الوفاق الإنساني.
الإبداع التخصصي هو في واقعه تابع ومرتهن ن مرتكز في أساسه على النفعية لأنه لا يلبي الاحتياج الأسمى للإنسانية. بالإضافة إلى أنه يخلق فروقاً في طاقات الشعوب، وفي إمكانيات عطائها. وإن خلق مثل هذا التفاوت يجعل من إمكانية نقل الإبداع أو الإنتاج الإبداعي علية استغلالية تؤدي إلى خلق فروق اجتماعية واقتصادية وفكرية بين البشر، مما يمهد إلى انتشار أفكار قاصرة وسطحية، كما حدث في نشوء الفكر النازي والفاشي والمالتوسي، وغيرها من الأفكار المبنية على قصر النظر والفهم غير العلمي للحقيقة الإنسانية .
الإبداع الحر هو إبداع اللاقيود، وغير المقيد بأي وضعية يجعله تابعاً ومتخصصاً، الإبداع الحر هو عطاءٌ لا محدود في واقع بلا حدود ولا مقيد ولا تابع، إنه الانتصار العظيم على جميع المعوقات المؤدية إلى تشكيل فروقات إنسانية بيت الشعوب، وغير متخصص لفائدة نوع ضد نوعٍ آخر، إنه كمالية العمل المؤدي إلى خدمة جميع البشر بدون تمييز ، ومن ناحية أخرى هو إبداع لا تخصصي على المستوى الشخصي ، فالمبدع عليه أن يكون منسجم مع ذاته أولاً، وعليه أن يكون جديداً بجميع نواحي الحياة التي يعيشها ، يجب أن ينظر إلى الإبداع على أته صيغة كاملة تشمل جميع العطاءات المرافقة لمسيرة الحياة مع الآخرين ، الإبداع الحقيقي هو الصيغة الجوهريّة للحياة ذاتها ، وإعطاء قيمة الإنسان الشكل الأكثر بعداً ووجدانية.
وأخيراً إنه عملية خلق الإنسان بعيداً عن الشوائب.

حسين عجمية
ansaroz@hotmail.com

العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل




الوجود كوعي متعمق في معاني الموجودات الدَّالة على وجوده المتداخل والمنسجم مع غاياته, المعبرة عن محتواها المتلازم مع أصل الوجود.
فالمنظومة الكونية مرتبطة بقواعد تعمق تلازم البقاء المتكافئ لجميع منظوماتها المعبرة عن مسارات تحقق تفاعلاً فبما بينها لتأمين التلازم في الحركة المتداخلة مع قوانينها الدقيقة المؤدية لسر استقرارها المستمر.
فالكون مجال متوسع مدرك بالوعي العقلي المرتبط فيه لأن الطبيعة العقلية تنسجم مع مجالها الموحد.
وكل منظومة كونية لها مجالها الخاص وتمتلك طبيعة عقلية متوافقة معها ككينونة مستمرة في الوجود, والعمق الدال على معناها يعبر عنها بنوعيته الخاصة فيها وبالتالي فإن الكون هو نظام لتفاعل الحياة العقلية في جميع أرجائه, وعندما تتفاعل كينونة عقلية مع مجال خارج مجالها الخاص تندمج به لتخرُج من نظام المحاصرة العقلية في مجالها الخاص, والتطبيق المقترن بهذا الوعي يقودنا إلى فهم طبيعتنا العقلية في مجالنا الأرضي المغلق. فالطبيعة العقلية للبشر ضمن خارطة الوجود الكلي تعبر عن ماهيتها الخاصة بها لأن وعينا مرتبط بوجودنا حصراً, وكل المعارف المشكّلة قادمة من تاريخ التطور البشري وما تواصل معه من متلازمات طبيعية وكونية, هذا العقل يتغير مع المتغيرات المتلازمة مع تطوره, فالضرورة مرتبطة بجود الأشياء والأحياء, والعلاقة هي نظام التفاعل المختلف لطبعة العقل المختلف,والانفتاح وحده القادر على رسم المعالم الأساسية للتوسع العقلي, فكل ما يدخل في نظام الحياة ضروري لوجود الحياة والمعرفة وحدها تقودنا نحو التوسع في إدراك المحتوى الضروري للحياة نفسها, فالتلازم قائم بين الوعي والوجود لوعي الوجود نفسه.
لا يتوسع الوعي في إطاره المنغلق لأن جميع الأحكام المستخرجة من طبيعة الانغلاق العقلي ستكون قاصرة عن فهم الطبيعة المتعددة للوجود, وقاصرة عن فهم الطبيعة المتعددة للعقل, ومهما بلغ الفكر من التوسع والمرونة سيكون غير قادر على التلازم والتفاعل مع غيره بدون فهم محتواه واستيعاب هذا الفهم في بنائه الخاص وكل إنسان لا يستطيع أن يقول بأنه الإنسانية بدون الوعي الكامل للطبيعة الإنسانية.
وكل نظرية أودين لا يمكن أن يمثلا غيرهما بدون وعيه كاملاً وإدخاله في نظام بنيته والتكوين الطبيعي للعقل يعمق وعي محتواه الكلي ليدخل في نظام الكلية المتوافقة مع جميع أجزائه ومهما تعددت البنى الفكرية ستبقى قائمة على التنافر حتى تعي طبيعتها التعددية فعندما يكون المسلم وغيره قادراً أن يكون مسيحياً ويهودياً وبوذياً وكل ما بني على الطبيعة الإلهية عندها يكون قادراً على التمثل الكلي للوجود الديني مع غيره من الأديان وبدون هذا المحتوى يظل التنافر قائماً في الجوهر وفي البنية المعرفية للذات .
فالتلازم المتحد للعقل مع جميع العقول يقود إلى التوسع في بنية السلوك والمعرفة عندها يتوحد الله في الذات الكلية للبشر وتكون المعرفة معبرة عن طبيعتها التفاعلية ويمكن القياس من هذا المستوى على جميع المستويات المتواجدة في الطبيعة البشرية.
فالذكورة تظل قائمة في الذكر حتى يعي الأنوثة بكل مكوناتها وحاجاتها , ويكون قادراً على تمثلها في ذاته عندها يصل إلى بنيتها المتساوية في علاقته معها.
ولأنوثة تظل قائمة في الأنثى حتى تعي الذكورة بكل مكوناتها وحاجاتها ونكون قادرة على تمثلها ذاتياً عندها تصل إلى البنية المتساوية في العلاقة معه وكل طرف يتمثل الطرف الأخر وعياً ومسؤولية عندها ينتهي التباين في مستوى العلاقة والمعاملة وتظهر الحياة في وجودها الطبيعي.
سخيف من يقول أن العضو يعبر عن امتياز العضوية لأن العضوية وظيفية وليست كينونة عقلية واعية ومستقلة, والعضو الأنثوي يحتضن الحياة ويغذيها ليخرجها كاملة عضوياً يهبها إلى الوجود الحي والمفهوم البيولوجي يعتبره العضو الأهم في إنتاج الحياة, وبالتالي كل الألاعيب والأباطيل المحاكة حوله فاشلة وغير قادرة على الصمود أمام تكوين الحقيقة الأساسية في تكوين الوجود.
فكل معرفة لا تتضمن فهم غيرها تكون ناقصة وانهزامية , وكل إنسان لا يسمح للآخرين بتمثل سلوكه ووعيه يكون أنانياً ودكتاتورياً وانعزالياً ينحذف من هذا الوجود دون أن تستفيد الإنسانية من تراثه. فالقيمة الأساسية لكل إنسان بقدر ما يقدم لبنيته الإنسانية وبقدر ما يحافظ عليها كبنية واسعة وكونية بمكوناتها الذكرية والأنثوية القابلة للعطاء والتجدد في بنية موحدة ومستقبلية , والعقلية القادرة على استيعاب مكونات الوجود يحتفظ بها الوجود نظراً لارتباطها في بنيته والتوافق يستوعب البنى المتوافقة والمتفقة في الوجود لأن الارتباط بالحياة يعبر عن الاعتراف بوجودها والتفاعل مع الوجود يعطي الحياة الإنسانية بنية متوافقة مع بنيتها الأساسية ويلغي الوعي المعادي لبنية التطور.