السبت، 25 أكتوبر 2008

نحتاج لواقع أكثر انفتاح وعقلانية




لم يستطع الإنسان الخروج من مسار الشكل التاريخي للأنظمة الاجتماعية إلا عندما تجاوز فكرها التاريخي مما يؤكد بأن الوعي القائم ضمن الأنماط التاريخية لا يمكن أن ينتج غير بنيه اجتماعية مماثلة لبنيته وما دامت عمليات النسف الجارية للوعي النمطي الجامد تلاقي معارضه فكريه وبشريه غارقة في ظل أوهامها فإن الوعي الاجتماعي سيظل مراوحاً مكانه ومنتقلاً نحو الوعي الحضاري ببطء شديد ولأن الفكر المتحرر من ألأوهام وقيود التاريخ الشكلية غير مؤهل بعد لأن يحل مكان وعي متأصل في جميع مفاصل المجتمع العربي الأساسية وإن التعمق في إدراك الأولويات الضرورية لنقل الواقع نحو ألانفتاح والعقلانية ومعايشة نمو وتطور الحياة الإنسانية والتوافق مع المجتمعات المتقدمة صناعياً واجتماعياً غير قادرة على تعميق تواجدها في البنية الاجتماعية والثقافية وغير معززه بالدعم الكافي لترفع من طاقة تواجد الأفكار في الواقع، ويلاقي أى فكر يخرج عن مسار النمطية المتبعة هجوم ضاغط ومضايقات متنوعة معززه بطاقة القمع المتوفرة ولن يكون إدخال المفاهيم والممارسات الديمقراطية وإتاحة مناخ ألحرية والأفكار العقلانية المرافقة لتطور علمي وتقني ونهضة صناعية وعقليه قادرة على الاستيعاب لكل ما هو جديد من أفكار ومواقف تحرريه في نظام المجتمعات العربية ألراهنه، فالمواقع القيادية والبناء السياسي الفوقي هو غاية أساسيه لرفع المستوى العام لتطور المجتمع ورفع مستواه على كافة الاصعده الملا ذمه لوجوده الحضاري لذالك نرى بأن السلطات السياسية والأنظمة المختلفة بطريقة تكوينها وعقليتها والأسس الفكرية ألقائمه على تدعيمها توجه نشاط مكثف وحثيث لإبقاء الأفكار في حالة جمود نسبي لمنع دخولها ا لواقع ألانفتاحي ومنع طاقة التواصل وقدرة تنفيذ المواقف المتحررة من القيود التاريخية وإعاقة نظامها الفاعل في المجتمع ولا تسمح بفتح المجال أمام العقول المتنورة والخارجة على نظام المألوف أن تعزز تواجدها ولا يسمح لها استغلال وسائل الاتصال وقنوات البث المختلفة لكي تعبر عن مكوناتها الأساسية وطرح برامجها وممارسة دورها في الحياة السياسية والاجتماعية وبالتالي فإن الفكر يظل آمناً بالنسبة للقوى المسيطرة على مقاليد الحكم ما دام لم يخرج بعد عن وعيه التاريخي. فالوعي خارج نظام المألوف يعد خرقاً للمألوف وبالتالي فانه يسعى لتدمير بنية الواقع القائم على أساس تاريخي، لأنه يخرج عن المقولات الدارجة في برامج الانظمه لأنها لا تريد أن يعبر الفكر عن شيء غير تعزيز تواجدها المكرس للبقاء على قمة الهرم السياسي والحفاظ على مكانتها التواصلية من الانهيار وبالتالي كيفما اتجهت الأفكار وكيفما عمقت بنيتها ومهما اعتمدت منهج وأساليب للتعبير عن ضرورة التغيير فإنها ستتهم بأنها معاديه وكأن التاريخ مبرمج لكي يكرر نفسه بانتظام بأساليب مختلفه.

ليست هناك تعليقات: